الشهر شهادة المقيم إيّاه، فلمّا لم يلزم المسافر علمت أن المعنى: فمن شهد منكم المصر في الشهر، ولم يكن (الشَّهْرَ) مفعولا به في الآية، كما كان يكون مفعولا به لو قلت: أحببت شهر رمضان.

فإن قلت: فإذا كان الشهر في قوله: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ ظرفا ولم يكن مفعولا به، فكيف جاء ضميره متصلا في قوله: (فَلْيَصُمْهُ)، وهلّا دلّ ذلك على أنه مفعول به؟ قيل: لا يدلّ ذلك على ما ذكرته (?)، لأن الاتساع إنّما وقع فيه بعد أن استعمل ظرفا، وذلك سائغ، ويدلّ (?) على أنّ: (شَهِدَ) متعد إلى مفعول قوله:

ويوم (?) شهدناه سليما وعامرا (?) ومما حذف من المفعول به في التنزيل قوله تعالى (?):

فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا (?) [السجدة/ 14]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015