فإن سيبويه قال: إن ذلك كلام يقلّ في الكلام، وإن كثر في الشعر، فإن حملته على هذا على استكراه كان غير ممتنع، والعامل في قولك: له* إذا كان حالا يجوز أن يكون أحد شيئين: أحدهما يكن* والآخر: أن يكون ما في معنى كفء من معنى المماثلة. فإن قلت: إن العامل في الحال إذا كان معنى لم يتقدّم الحال عليه، فإن له* لما كان على لفظ الظرف، والظرف يعمل فيه المعنى وإن تقدّم عليه كقولك:
أكل يوم لك ذنوب، كذلك يجوز في هذا الظرف ذلك من حيث كان ظرفا، وفيه ضمير في الوجهين يعود إلى ذي الحال، وهو: كفؤا*.
وأما كفؤا* قال أبو عبيدة: كفء وكفيء وكفاء واحد (?)، والدلالة على الكفاء قول حسان (?):
وجبريل رسول اللَّه منّا وروح القدس ليس له كفاء والكفيء قول الآخر (?):
أما كان عبّاد كفيئا لدارم بلى ولأبيات بها الحجرات