العجم، ألا ترى أنّهم قالوا: زياد الأعجم، لأنّه كانت في لسانه، وكان عربيا، وقالوا:

«صلاة النهار عجماء»

(?)، أي تخفى فيها القراءة ولا تبيّن،

«والعجماء جبار»

(?) لأنّها لا تبيّن عن أنفسها، كما يبيّن ذوو التعبير.

قال أبو يوسف: هي المنفلتة، لاجتماع الناس على تضمين السائق والقائد، ويجمع الأعجم على عجم، أنشد أبو زيد:

يقول الخنا وأبغض العجم ناطقا إلى ربنا صوت الحمار اليجدّع (?) فالعجم جمع أعجم والمعنى: وأبغض صوت العجم صوت الحمار، لأنّ المضاف في أفعل بعض المضاف إليه، وصوت الحمار ليس بالعجم. فإذا لم يسغ حمل هذا الكلام على ظاهره علمت أن التقدير فيه ما وصفنا، وتسمي العرب من لم يبيّن كلامه من أي صنف كان من الناس أعجم، ومن ثمّ قال أبو الأحذر:

سلّوم لو أصبحت وسط الأعجم بالرّوم أو بالترك أو بالدّيلم (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015