قال (?) سيبويه: نعم: عدة وتصديق، قال: وإذا استفهمت أجبت بنعم (?)، ولم يحك سيبويه فيها الكسر.

والذي يريده بقوله: عدة وتصديق أنّه يستعمل عدة، ويستعمل تصديقا، وليس يريد أن التصديق يجتمع مع العدة، ألا ترى أنّه إذا قال: أتعطيني؟، فقال: نعم، كان عدة، ولا تصديق في هذا، وإذا قال: قد كان كذا وكذا (?)؛ فقلت:

نعم، فقد صدّقته ولا عدة في هذا.

فليس قوله في نعم أنّه عدة وتصديق؛ كقوله في إذا:

إنّها جواب وجزاء (?)، لأنّ إذا، يكون جوابا في الموضع الذي يكون فيه جزاء، يقول: أنا آتيك، فتقول: إذا أكرمك، فيكون جوابا لكلامه.

ويكون جزاء أيضا في هذا الموضع؛ فقد علمت أنّ قوله في نعم عدة وتصديق ليس كقوله في إذا: إنّها جواب وجزاء، وقوله: إذا استفهمت أجبت بنعم، تريد: استفهمت عن موجب أجبت بنعم، تقول: أيقوم زيد؟ فتقول: نعم (?)، ولو كان مكان الإيجاب نفي لقلت: بلى، ولم تقل: نعم، كما تقول في جواب الإيجاب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015