يُقَال: من قَالَ هُوَ قَائِم بِالذَّاتِ؟ يُقَال لَهُ: من ردد فِي نَفسه كلَاما من غير أَن يُرِيد أَن يقرره فِي نَفسه فَهُوَ موسوس، تَعَالَى اللَّه من ذَلِك علوا كَبِيرا، فَلَمَّا اسْتَوَى ذَلِك فِي النَّفس، وَلم يؤد إِلَى الهذيان اسْتَوَى أَن يكون حرفا وصوتا، وَلَا يُؤَدِّي إِلَى الهذيان.

فَإِن قيل: إِن الْحُرُوف لَا تحصل إِلا بالأدوات، لأَنَّ لكل حرف مِنْهَا مخرجا، وَلَا يجوز إِضافة ذَلِك إِلَى اللَّه.

يُقَال لَهُ: قد قَالَ اللَّه تَعَالَى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتقول هَل من مزِيد} . وَلَيْسَ للنار أدوات الْحُرُوف.

186 - وَقَالَ: {قَالَتَا أَتَيْنَا طائعين} . وَقَالَ للجنة: تكلمي، فَقَالَت: قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ.

لا تأكلني فإني مسمومة ولأنه إن جاز أن يقال إنه لم يتكلم بحرف وصوت لأنه يؤدي إلى إثبات الأدوات وجب أن لا يثبت له العلم لأنه لا يوجد في الشاة علم إلا علم ضرورة أو علم استدلال وعلم الله يخرج عن هذين القسمين

187 - وَقَالَت الذِّرَاع المشوية للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: لَا تأكلني فإِني مَسْمُومَة، وَلِأَنَّهُ إِن جَازَ أَن يُقَال إِنه لم يتَكَلَّم بِحرف وَصَوت، لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى إِثبات الأدوات، وَجب أَن لَا يثبت لَهُ الْعلم، لِأَنَّهُ لَا يُوجد فِي الشَّاة علم إِلا علم ضَرُورَة أَو علم اسْتِدْلَال، وَعلم اللَّه يخرج عَن هذَيْن الْقسمَيْنِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015