قوله تعالى: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ (?) يقرأ بالهمز (?)، وتركه فيه، وفيما ضارعه (?). فالحجة لمن همز: أنه أتى بالكلمة على أصلها، وكمال لفظها، لأن الهمزة حرف صحيح معدود في حروف المعجم. والحجة لمن تركه: أنه نحا التخفيف، فأدرج اللفظ، وسهّل ذلك عليه سكونها وبعد مخرجها (?)، وكان طرحها في ذلك لا يخل بالكلام ولا يحيل (?) المعنى.
فإن كان سكونها علامة للجزم، أو كان تركها أثقل من الإتيان بها أثبتها، لئلا تخرج من لغة إلى أخرى، كقوله تعالى: أَوْ نُنْسِها (?). إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (?). وكقوله: تُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ (?).
فإن قيل: فإنّ تارك الهمز في «يؤمنون» يهمز الكأس، والرأس، والبأس، فقل:
هذه أسماء، والاسم خفيف، وتلك أفعال، والفعل ثقيل، فهمز لما استخف، وحذف لما استثقل. ومن القرّاء من يهمز إذا أدرج ولا يهمز إذا وقف، ويطرح حركة الهمزة على الساكن قبلها أبدا، فيقرأ إذا وقف: مَوْئِلًا (?): وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (?). ومِنْهُنَّ جُزْءاً (?) لأن هذه الأحرف في السّواد كذلك. فأما قوله: هُزُواً (?) وكُفُواً (?). فبالواو؛ لأنها ثابتة في السّواد.
ومنهم أيضا: من يحذف الهمزات ساكنها، أو متحركها، وينقل الحركة إلى الساكن