قوله تعالى: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (?). يقرأ بضم الباء وفتحها. فالحجة لمن قرأه بالضم: أنه خاطب بالفعل جمعا. وأصله: لتركبونّ، فذهبت الواو لسكونها، وسكون النون المدغمة، فبقيت الباء على أصلها الذي كانت عليه. والحجة لمن قرأه بالفتح: أنه أفرد النبي عليه السلام بالخطاب، وأراد به: لتركبنّ يا محمد طبقا من أطباق السماء بعد طبق،
ولترتقينّ حالا بعد حال.
وهذه اللام دخلت للتأكيد، أو لجواب قسم مقدّر، والنون للتأكيد أيضا. وهي تدخل في الفعل ثقيلة، وخفيفة في مواضع قد ذكرت في يونس (?).
وكان المحمدان «ابن مجاهد» (?) و «ابن الأنباري» (?) يتعمّدان الوقف إذا قرآ بهذه السورة في صلاة الصبح على قوله: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (?) ثم يبتدئان بقولك: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا فسئلا عن ذلك فقالا: الاستثناء هاهنا منقطع مما قبله، غير متّصل به، وإنما هو بمعنى «لكن» الذين آمنوا. وإذا كان الاستثناء منقطعا مما قبله كان الابتداء مما يأتي بعده وجه الكلام.
قوله تعالى: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (?). يقرأ بكسر الدال وضمّها. فالحجة لمن قرأه بالخفض: أنه جعله وصفا «للعرش» ومعنى «المجيد»: الرفيع. ودليله قوله تعالى:
رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ (?). والحجة لمن قرأه بالرفع: أنه جعله نعتا لله عز وجل مردودا على قوله: وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (?) المجيد ذو العرش، فأخره ليوافق رءوس الآي. ودليله