قوله تعالى: لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً (?). يقرأ وما كان مثله في كتاب الله تعالى بضم النون والكاف، وبضم النون وإسكان الكاف.
فمن قرأه بالضم أتى به على الأصل. والحجة لمن أسكن: أنه خفّف الكلمة استثقالا بضمتين متواليتين، وأولى ما استعمل الإسكان: مع النصب. والضمّ: مع الرفع والخفض كقوله: إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (?) أكثر وأشهر. وكقوله: وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً (?). الإسكان هاهنا أكثر لموافقة رءوس الآي.
قوله تعالى: مِنْ لَدُنِّي (?) يقرأ بضم الدال وتشديد النون، وبضمها وتخفيف النون.
فالحجة لمن شدد: أن الأصل عنده لدن بسكون النون. ومن شأن ياء الإضافة أن يكسر ما قبلها فزادوا على النون نونا ليسلم لهم السّكون، فالتقى نونان، فأدغمت إحداهما في الأخرى، ثم جاءوا بياء الإضافة. والحجة لمن خفّف: أنه حذف إحدى النونين تخفيفا كما قرأ:
أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ (?) وتَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ (?) بنون واحدة. وأنشد شاهدا لذلك:
أيّها السّائل عنه وعني ... لست من قيس ولا قيس مني
(?) وجرى (عاصم) (?) على أصله: في إسكان الدّال والإشارة إلى الضم وتخفيف النون. وقد ذكرت حجته في ذلك (?). فإذا أفردت «لدن» ففيها ثلاث لغات: لدن، ولدن، ولدن.
قوله تعالى: لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً (?). يقرأ بفتح التاء وكسر الخاء وإظهار الذال، وإدغامها، وبألف الوصل وتشديد التاء بعدها، وإدغام الذّال في التاء. فالحجة لمن قرأه بفتح التاء وكسر الخاء والإظهار: أنه أخذه من تخذ يتخذ كما تقول: شرب يشرب فأتى