والحجة لمن أمال الهمزة والراء قبلها فإنه أتبع بعض الحروف بعضا بالإمالة، وكسر الياء بواجب الإمالة، وكسر الهمزة لمجاورة الياء، وكسر الراء لمجاورة الهمزة كما في قوله:
أَمَّنْ لا يَهِدِّي (?) لكسر الهاء والياء معا. فأما قوله: رَأَى الْقَمَرَ (?) وما شاكله مما تستقبله ألف ولام، فالوجه فيه التفخيم، والإمالة مطروحة، لأنها إنما استعملت من أجل الياء، فلما سقطت الياء لفظا لالتقاء الساكنين سقط ما استعمل من أجل لفظها إلّا ما روي عن بعضهم أنه كسر الرّاء وفتح الهمزة ليدل على أن أصل الكلمة ممال، وهذا ضعيف.
والوجه ما بدأنا به.
قوله تعالى: أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ (?). يقرأ بالتشديد والتخفيف. فالحجة لمن شدد:
أن الأصل فيه: أتحاجونني بنونين الأولى علامة الرفع، والثانية مع الياء اسم المفعول به فأسكن الأولى وأدغمها في الثانية فالتشديد لذلك كما قرأت القراء قوله تعالى: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي (?) بتشديد النون. والحجة لمن خفف: أنه لما اجتمعت نونان تنوب إحداهما عن لفظ الأخرى خفف الكلمة بإسقاط إحداهما كراهية لاجتماعهما كما قال الشاعر (?).
رأته كالثّغام يعلّ مسكا ... يسوء الفاليات إذا فليني
أراد: فلينني فحذف إحدى النونين ومثله فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (?) بنون واحدة (يذكر في موضعه).