والتشهير؛ تصريحًا وتلميحًا ... وأصبحت الأذن تألف الكلمات النابيّة؛ تأنيبًا وتقريعًا ... وفَشَت التشبيهات الفاحشة للمحجّبات؛ تجريحًا وتقبيحًا ... (فالحجاب: حجاب على العقل) , و (النقاب: خيمة) , و (الملتزمة بأحكام الشرع: معقّدة) , و (من تأبى الاختلاط: متخلّفة) .. وأضحت قيمة المرأة ترتفع كلّما تقلّصت مساحة القماش الذي تلبسه.. وكلّما غطّت المرأة من جسدها شبرًا؛ كلّما فقدت من قيمتها قدرًا.. وهكذا هي العلاقة (المتناغمة) بين (اللحم) المبذول و (القدر) المصون.. وذاك هو القانون المُحََكَّم؛ كلّما أبدت المرأة من نفسها جزءًا؛ كلّما زِِِيد لها في أفق (الوعي!!) مَدًا..!!؟
وهكذا استقرّت الصور المشوّهة عن الحجاب الإسلامي في أذهان (الإسفنجيين) الذين تتشرّب عقولهم كلّ ما يلقى إليها من فكر فاسد, وهو أمر واقع في الغرب كما الشرق, وكما تقول ((كاثرين بلّوك)) فإنّ: ((الذين يستعملون التيار الإعلامي الرئيسي كمصدر وحيد للمعلومات عن الإسلام, لا يمكن أن يكتسبوا غير المنظور السلبي عن الحجاب.)) (?)
لقد ركب العالمانيون والمنصّرون مَتْن (الدغدغة) واستثارة عواطف النساء, بشعارات لامعة خادعة, وفُتّحت الأبواب لكلّ مَنْ خوى وفاضه من الفهم والاطلاع؛ ليدلي بدلوه ويشنّع على الملتزمات باللباس الشرعي المطلوب..وليس على دعيّ (الفهم) و (البصيرة) إلاّ أن يدندن ببعض الكلمات التي يحسبها (ساحرة) ك: (المعاصرة) و (الحداثة) و (الحريّة) ... ويزيد على ذلك بعض الكلمات الأعجميّة التي لا يفقه هو نفسه لها معنى (!) , فإن فعل؛ فقد قدم المطلوب وبلغ ذرى المجد المنشود من (متنوّر!) يصارع قوى الظلام التي (تلوّث) عقول الفتيات المسلمات (!) , ويصاول (الخفافيش المحنّطة) (!) التي تريد أسر المرأة بين آكام الماضي السحيق (!) .. وكلّما أحدث هذا (الدعيّ) مزيدًا من (الصفير) ؛ كلّما انفرجت له مغاليق الإعلام العربي, واحتفت به منصّات الندوات النديّة بالهذر والكلام (الخفيف) المنمّق..
في ظلّ هذا الجو البئيس وسيطرة التغريبيين على المنافذ الكبرى للبلاغ, تُمنع كلمة الحقّ بكلّ قوّة متاحة من الوصول إلى أسماع المسلمات.. ويُصوّر الحال على أنّ حملة الشريعة والداعين إلى استئناف الحياة الإسلاميّة, هم من السُوقة والمترديّة ممّن لا يعرفون غير سَوق الناس