وفي أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فائدة عظيمة في وقتنا هذا، وهو أن الإنسان إذا كان قادماً إلى مكة بالطائرة، فإنه يلزمه إذا حاذى الميقات من فوقه أن يحرم منه عند محاذاته، ولا يحل له تأخير الإحرام إلى أن يصل إلى جدة كما يفعله كثير من الناس، فإن المحاذاة فلا فرق بين أن تكون في الأرض أو في الجو أو في البحر، ولهذا يحرم أهل البواخر التي تمر من طريق البحر فتحاذى يلملم أو رابغاً فيحرمون منها إذا حاذوا هذين الميقاتين.

مسألتان مهمتان

الأول حكم الإحرام قبل المواقيت المكانية:

يكره للإنسان أن يحرم قبل المواقيت المكانية؛ لأن النبي صلي الله عليه وسلم وقَّتها، وكون الإنسان يُحرم قبل أن يصل إليها، فيه شيء من تقدم حدود الله سبحانه وتعالى، ولهذا قال النبي صلي الله عليه وسلم في الصيام:"لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا رجل كان يصوم صومه فليصمه" وهذا يدل على أنه ينبغي لنا أن نتقيد بما وقته الشرع من الحدود الزمانية والمكانية، ولكنه إذا أحرم قبل أن يصل إليها فإن إحرامه ينعقد وهنا مسألة أحب أن أنبه عليها: وهي أن الرسول صلي الله عليه وسلم لما وقت هذه المواقيت قال:"هنَّ لهنَّ ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن يريد الحج أو العمرة"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015