وقد أنكر الله -عزوجل- على أناس يسيحون في الأرض ولا يتأملون في خلقه قال تعالى: {وكَأَين مِن آيَة فِي السَّمواتِ وَالأَرضِ يَمُرونَ عَلَيْهَا وَهُم عَنْها مُعرِضُون} [يوسف:105] .

قال الشاعر:

تأمل في نبات الأرض وانظر

إلى آثار ما صنع المليك

عيون من لُجَيْن شاخصات

بأحداق هي الذهب السبيك

على قضب الزبرجد شاهدات

بأن الله ليس له شريك

والسفر في العموم لا يخلو من فوائد وهي كثيرة، وقد ذكر الشافعي -رحمه الله- بعضاً من هذه الفوائد حيث قال في شعر له:

تغرب عن الأوطان في طلب العُلى

وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفرُّجُ هم واكتساب معيشة

وعلم وآداب وصحبة ماجد

والسفر في هذه الآونة، يختلف عن السفر في أيام مضت، فقد مهدت الطرق وجرت عليها العربات الآلية بشتى أنواعها المبدعة، فهي تسير بهم على الأرض إن شاءوا، أو تقلهم الطائرات السابحة في الهواء إن رغبوا، أو تحملهم الفلك المواخر في البحر إن أرادوا، كما أن الأزمنة قد تقاصرت فما كان يتم في شهور بشق الأنفس، أضحى يتم في أيام قصيرة، بل ساعات قليلة وبجهود محدودة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015