رَحَلَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ إِلَى الآفَاقِ وَأَكْثَرَ الْكِتَابَةَ وَالتَّصْنِيفَ، وَكَانَ وَاحِدَ دَهْرِهِ فِي الْحِفْظِ وَالإِتْقَانِ وَالْوَرَعِ، ذَكَرَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، فَقَالَ: إِمَامٌ مُهَذَّبٌ.
سَمِعَ الْكَثِيرَ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْحُفَّاظِ.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ لِي الأَزْهَرِيُّ: كُنْتُ أَحْضُرُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ أَجْزَاءٌ كِبَارٌ، فَأَنْظُرُ فِي بَعْضِهَا، فَيَقُولُ لِي: أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ، تَذْكُرُ لِي مَتْنَ مَا تُرِيدُ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ، حَتَّى أُخْبِرَكَ بِإِسْنَادِهِ، أَوْ تَذْكُرُ لِي إِسْنَادَهُ حَتَّى أُخْبِرَكَ بِمَتْنِهِ؟ فَكُنْتُ أَذْكُرُ لَهُ الْمُتُونَ فَيُخْبِرُنِي بِالأَسَانِيدِ مِنْ حِفْظِهِ، وَفَعَلْتُ هَذَا مِرَارًا كَثِيرَةً.
لَيْسَ فِي حَرْفِ الْخَاءِ وَمَا بَعْدَهَا مُشْتَهِرٌ بِالْحِفْظِ إِلَى حَرْفِ السِّينِ.