جهر بصوته صمتت الملائكة كلها تعظيما لذلك الملك، لا يذكرون إلا في أنفسهم لأنهم لا يفترون عن التسبيح، قيل: وما ذلك الملك؟ قال: ملك له ستون وثلثمائة رأس في كل رأس ستون وثلثمائة لسان لكل لسان ستون وثلثمائة لغة.
وأخرج أبو الشيخ عن مالك بن دينار قال: بلغنا أن في بعض السموات ملائكة كلها تسبح فمنهم ملك وقع من تسبيحه ملك قائم يسبح، وفي بعض السموات ملك له من العيون عدد الحصى والثرى وعدد نجوم السماء ما فيها عين إلا وتحتها لسان وشفتان يحمد الله بلغة لا تفقهها صاحبتها وإن حملة العرش لهم قرون بين أطراف قرونهم ورؤوسهم مقدار خمسمائة سنة والعرش فوق القرون.
وأخرج أبو الشيخ عن وهب قال: إن حول العرش سبعين ألف صف من الملائكة صفا خلف صف يدورون حول العرش الليل والنهار يقبل هؤلاء ويدبر هؤلاء، وإذا استقبل بعضهم بعضا هلل هؤلاءب وكبر هؤلاء ومن ورائهم سبعون ألف صف قيام أيديهم إلى أعناقهم قد وضوعها على عواتقهم، وإذا سمعوا تهليل أولئك وتكبيرهم رفعوا أصواتهم وقالوا: سبحانك وبحمدك أنت الذي لا إله أنت الأكبر ذخر الخلائق كلهم، ومن وراء هؤلاء مائة ألف صف من الملائكة قد وضعوا اليد اليمنى على اليسرى على نحورهم إلى أقدامهم شعر ووبر زرغب وريش ليس فيها شعرة ولا وبرة ولا زغبة ولا ريشة ولا مفصل ولا قصبة ولا عظم ولا جلد ولا لحم إلا وهو يسبح الله ويحمده بلون من التسبيح والتحميد لا يسبحه الآخر وما بين جناحي الملك مسيرة ثلثمائة عام وما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة أربعمائة عام وما بين كتفي أحدهم خمسمائة عام.