عليه الثواب، فهذا لا يعكر على البغض في الله والهجر الديني؛ لأن العلماء الذين يعتقدون هذا الاعتقاد يبغضون ويهجرون وتتمعر وجوههم للمنكر مع اعتقادهم القاعدة السابقة، لكن قصدهم بكلمة يحب بقدر ما فيه من الخير يعني لا يكون له البغض الكامل كالكافر والعاصي في مذهب الخوارج.
وسوف أذكر فيما بعد إن شاء الله أمثلة تبين ما كان عليه الأئمة وسلف الأمة الصحابة، فمن بعدهم كذلك ما ذكره العلماء من أن الهجر يكون بحسب الأحوال، ليس معناه كما يفهم أهل الوقت؛ حيث يكون الواحد منهم فارغ القلب من الغضب لله والغيرة على محارمه، بارد الهمة وكأن شيئاً لم يحصل، بدعوى وحجة أن الهجر يختلف باختلاف الأحوال والأزمان والأشخاص. فإذا لم تهجر بلسانك هل هجرت صاحب المنكر بلقلبك وفارقت، وذلك أن تجد نفرة ووحشة من المنكر وأهله وبغضه حقيقة لا