الحاوي للفتاوي (صفحة 450)

أَكْثَرِ الْأَحَادِيثِ أَنَّهُ غَيْرُهُ وَأَنَّهُ خَلِيفَةٌ يَقُومُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ وَأَنَّهُ مِنْ وَلَدِ فاطمة، وَقَدْ ثَبَتَ فِي أَحَادِيثَ أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، وَأَنَّهُ يُبَايَعُ لَهُ بِمَكَّةَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَأَنَّهُ يَدْخُلُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَأَنَّهُ يَمْكُثُ سَبْعَ سِنِينَ، وَأَنَّهُ يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ أَنَّ النَّاسَ يَقْتَتِلُونَ عَلَى الْمُلْكِ فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَمِيرُكُمْ فُلَانٌ، فَيُبَايِعُونَ لَهُ، وَلَمْ يَقَعْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ إِلَى الْآنَ، فَبَطَلَ قَوْلُ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ مَوْجُودٌ الْآنَ بِالْمَغْرِبِ، وَفِي الْأَحَادِيثِ أَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يَنْزِلُ فِي حَيَاتِهِ فَيُسَلِّمُ المهدي الْأَمْرَ لَهُ، وَنُزُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مُؤَقَّتٌ بِوَقْتٍ وَهُوَ خُرُوجُ الدجال، فَإِنَّهُ يَنْزِلُ فِي أَيَّامِهِ وَيَقْتُلُهُ، وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ يَمْكُثُ سَبْعَ سِنِينَ، وَفِي رِوَايَةٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَأَنَّهُ يَتَزَوَّجُ وَيُولَدُ لَهُ وَيَحُجُّ وَيُدْفَنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ تَرِدْ تَسْمِيَةُ وَلَدِهِ، وَفِي الْحَدِيثِ أَيْضًا أَنَّهُ يَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ. وَأَمَّا شَدُّ الْبَغْلَةِ كُلَّ جُمُعَةٍ فَلَا أَصْلَ لَهُ، وَنُزُولُهُ قَبْلَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ فَإِنَّهُمْ يَخْرُجُونَ فِي أَوَاخِرِ أَيَّامِهِ. وَأَمَّا طُولُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ فَفِي أَثَرٍ أَخْرَجَهُ ابن المنذر عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا أَنَّهُمْ شِبْرٌ وَشِبْرَانِ وَثَلَاثَةُ أَشْبَارٍ. وَفِي حَدِيثٍ ضَعِيفٍ مَرْفُوعٍ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ أَنَّهُمْ أَصْنَافٌ: صِنْفٌ مِنْهُمْ طُولُ الْأَرْزِ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَصِنْفٌ مِنْهُمْ يَفْتَرِشُ بِأُذُنِهِ وَيَلْتَحِفُ بِالْأُخْرَى، وَأَمَّا خُرُوجُهُمْ فَمِنْ خَلْفِ السَّدِّ أَقْصَى بِلَادِ التُّرْكِ، وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ مُقَدِّمَتَهُمْ بِالشَّامِ وَسَاقَتَهُمْ بِخُرَاسَانَ، وَأَمَّا مُدَّةُ إِقَامَتِهِمْ فَيَسِيرَةٌ فَإِنَّهُمْ يَخْرُجُونَ فِي زَمَنِ عِيسَى وَيَهْلِكُونَ فِي زَمَنِهِ، وَأَمَّا صِفَةُ الدَّابَّةِ فَذَاتُ زَغَبٍ وَرِيشٍ، لَهَا أَرْبَعَةُ قَوَائِمَ، وَمَسَافَةُ مَا بَيْنَ أُذُنَيْهَا مَسِيرَةُ فَرْسَخٍ لِلرَّاكِبِ، وَخُرُوجُهَا مِنْ صَدْعٍ فِي الصَّفَا بِمَكَّةَ، وَفِي رِوَايَةٍ: مِنْ بَعْضِ أَوْدِيَةِ تِهَامَةَ، فَتَدُورُ الْأَرْضَ بِأَسْرِهَا، وَاخْتَلَفَتِ الْأَحَادِيثُ هَلْ خُرُوجُهَا قَبْلَ نُزُولِ عِيسَى أَوْ بَعْدَهُ.

وَأَمَّا الْحُورُ الْعِينُ وَالْوِلْدَانُ وَزَبَانِيَةُ النَّارِ فَلَا يَمُوتُونَ، وَهُمْ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ: {إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [النمل: 87] ، وَأَمَّا الْمَلَائِكَةُ فَيَمُوتُونَ بِالنُّصُوصِ وَالْإِجْمَاعِ، وَيَتَوَلَّى قَبْضَ أَرْوَاحِهِمْ مَلَكُ الْمَوْتِ، وَيَمُوتُ مَلَكُ الْمَوْتِ بِلَا مَلَكِ الْمَوْتِ. هَذَا مَا يَتَعَلَّقُ بِالْأَسْئِلَةِ عَلَى وَجْهِ الِاخْتِصَارِ، وَسَرْدُ الْأَدِلَّةِ فِي ذَلِكَ وَالْأَحَادِيثِ يَحْتَمِلُ كَرَارِيسَ كَثِيرَةً، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

مَسْأَلَةٌ: فِي الْحَدِيثِ أَنَّ الطَّاعُونَ وَخْزُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ، فَكَيْفَ يُتَصَوَّرُ وُقُوعُ هَذَا الْأَمْرِ مِنَ الْإِخْوَانِ؟ وَكَيْفَ سُمُّوا فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِخْوَانًا، وَكَذَا فِي حَدِيثِ الْعَظْمِ؟ وَلَيْسُوا مِنْ بَنِي آدَمَ، وَهَلْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ بِلَفْظِ: وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ؟ وَكَيْفَ يَكُونُ شَهَادَةً مَعَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعَاذَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015