وأما هاشم بن عتبة: فيُكنى أبا عروة. قال خليفة بن خياط في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: هاشمُ بن عتبة بت أبي وقاص الزهري. وقال الهيثمُ بن عديٍّ مثله. وأسلم هاشم يوم الفتح، ويُعرف بالمِرقال. وكان من الفضلاء الخيار، وكان من الأبطال البُهم، ففقئت عينُه يوم اليرموك. ثم أرسله عمر من اليرموك مع خيل العراق إلى سعد، كتب إليه بذلك، فشهد القادسية.. فقام منه في ذلك ما لم بقم من أحدٍ، وكان سبب الفتح على المسلمين. وهو " الذي " افتتح جلولاء. عقد له سعدٌ لواء، ووجَّهه، ولم يشهدها سعدٌ، وقد " قيل: بل " شهدها.
وكانت جلولاء تسمى فتح الفتوح، بلغت غنائمها ثمانية عشرة ألف ألف. وكانت جلولاء سنة سبع عشرة. وقال قتادة: سنة تسع عشرة.
ثم شهد هاشم مع علي صفين، وابلى فيها بلاء مذكوراً. وبيده كانت رايةُ علي على الرجَّالة يوم صفين. وقُطعت رجلُه يومئذٍ، فجعل يقاتلُ من دنا منه وهو يقول:
الفحلُ يحمي شَولَه مَعقولا
وقاتل حتى قُتل رحمه الله. وفيه يقولُ أبو الطُّفيل عامر بن واثلة:
يا هاشمَ الخيرِ جُزيتَ الجنَّة ... قاتلتَ في اللهِ عدوِّ السُّنَّهْ
أفلحْ بما فُزتَ به من مِنَّهْ
وروى هاشم المرقال عن النبي صلى الله عليه وسلم. الطبري: حدَّثنا أبو كُريب: نا قَبيصةُ عن يونُس بن أبي إسحاق، عن عبد الملك بن عُمير، عن جابر ابن سمُرة، عن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يَظهرُ المسلمون على جزيرة العرب، ويظهر المسلمون على فارس، ويظهر المسلمون على الروم، ويظهر المسلمون على الأعور الدجَّال ".