فيتركه. قال البراء: فكنتُ فيمن عقب مع علي. فلما انتهينا إلى أوائل اليمن بلغ القوم الخبر فجمعوا له، فصلَّى علىُّ الفجر. فلما فرغ صفَّنا صفا واحدا ثم تقدَّم بين أيدينا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأسلمت همدان كلُّها في يوم واحد. وكتب بذلك عليٌّ إلى رسول الله. فلما قرأ كتابه خرَّ ساجدا، ثم جلس فقال: " السلام على همدان، السلام على همدان ".
وتتابع أهل اليمن على الإسلام. وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عليُّ ألا أعلِّمك كلمات إذا قُلتهنَّ غفر الله لك، مع أنَّك مغفور لك؟ " قلت بلى. قال: " قل: لا إله إلا الله الحليم العليم، لا إله إلا الله العليُّ العظيم، لا إله إلا الله ربُّ السماوات وربُّ العرش الكريم ". وقال صلى الله عليه وسلم: " من أحبَّ عليّاً فقد أحبَّني، ومن أبغض عليّاً فقد بغضني، ومن آذى عليّاً فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله ". وقال له صلى الله عليه وسلم: " يهلِكُ فيك رجلان: محبٌّ مُطْرٍ وكذاب مُفتر ". وقال له: " تفترق فيك أمَّتي كما افترقت بنو إسرائيل في عيسى ".
وروى بُريدة بن الحُصيب وأبو هُريرة والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وجابر بن عبد الله الأنصاريُّ، كلُّ واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم غدير خُم: " من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهمَّ والِ من والاه وعادي من عاداه ". ورواية جابر لهذا الحديث بالسند أذكرها: حدَّث أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشجع قال: نا المطَّلب بن زياد عن عبيد الله بن محمد بن عقيل قال: كنا عند جابر بن عبد الله في بيته، وعليُّ بن الحسين ومحمد بن الحنفيَّة وأبو جعفر، فدخل رجل من أهل العراق فقال: أنشدك بالله إلا حدَّثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: