بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " اللهمَّ ارحم خلفائي ". قيل: يا رسول الله، ومن خلفاؤك؟ قال: " الذين يأتون من بعدي، يروون أحاديثي وسنَّتي ويُعلِّمونها الناس " خرَّج هذا الحديث أبو نُعَيم الحافظ الأصبهانيُّ في " الرياضة " عن أبي حُصين محمد بن الحسين بن حبيب القاضي، عن أبي الطاهر، مرفوع النسب، عن ابن أبي فُديْك.

وأعقب العباس بن علي. ترك ولدين: عبيد الله، أمُّه لبانة بنت عبيد الله ابن العباس. وحسنا لأمِّ ولد. وأمُّ العباس وأخويه جعفر وعبد الله أمُّ البنين بنت حرام الوحيدية. وليس لجعفر عقب وأمُّ عبيد الله وأبي بكر ابني علي: ليلى بنت مسعود بن خالد النَّهشليِّ.

وأمَّا أبو القاسم محمد بن علي ابن الحنفية فأمُّه من سبي بني حنيفة، اشتراها علي، واتَّخذها أمَّ وِلد. فولدت له محمدا فأنجبت. واسمها خولة بنت إياس بن جعفر جانِّ الصَّفا. ويقال: بل كانت أمة لبني حنيفة، سندية سوداء. ولم تكن من أنفُسِهم. وإنما صالحهم خالد بن الوليد على الرقيق ولم يصالحهم على أنفسهم.

وكان شجاعا أيَّدا فصيحا عالما بالكتاب والسُّنة، وللشيعة فيه أقاويل، يكذبون عليه فيها، وينكرها أهل السنَّة ويُحاشى عنها، رضي الله عنه. وكان يُفضِّل أبا بكر وعمر، ويُثني على عثمان رضي الله عنهم وعنه.

وكان ابن الزُّبير قد حبس محمد بن الحنفية في خمسة عشر رجلا من بني هاشم، فقال: لتُبايعُنَّ أو لأُحرِقَنَّكُم، فأبوا البيعة، وكان السجن الذي حبسهم فيه يُدعى سجن عارم وفي ذلك يقول كُثيِّر، يخاطب ابن الزبير:

تُخَبِّرُ من لاقَيتَ أنك عائذٌ ... بل العائذُ المحبوسُ في سجنِ عارمِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015