رُزِئنا ابنَ البَتولِ وأيُّ رُزْءِ ... جليلٍ قد رأى خَطْباً شَنيعا
أثارَ لنا اكتئاباً وانتحاباً ... وأجَّحَ لفحُهُ من الضُّلوعا
وكَم مِن أجلهِ صبرٌ تَوَلَّى ... وكم عينٍ لها هَجَرتْ هُجوعا
وكم قلب به أضحى مَرُوعاً ... ونَفْسٍ فارقَتْ جَلَداً ورُوعا
فيا صَبْري على بَلْوى حُسينٍ ... ألا ودِّعْ فؤاداً لي جَزُوعا
وما عافَ الأسى والوجدَ مثلي ... عليهِ ولا الكآبة والخُشوعا
دَهاهُ ابنُ الدَّعيِّ بشرِّ ناسٍ ... فجدُوا الأَصلَ منهُ والفروعا
لقد خسِروا بما اكتَسَبوا فَمنْ ذا ... يكونُ لهم إذا بُعثوا شَفيعا
هُمُ وَتَروا شفيعَ الخلقِ في ابْنٍ ... لديهِ كان محفوظاً رَفيعا
فلا سقتِ الغَوادي قبرَ رجسٍ ... زَنيمٍ لِلغَرورِ غَداً مُطيعا
تَحكَّم في بني المختارِ قَسراً ... وأجرى من دِمائهمُ رَبيعا