توجَّه بالعباس في الجدبِ راغبا ... فما كرَّ حتى جاء بالدَّيمةِ المطرُ
ومن فضائله رضي الله عنه الترمذي: حدثنا قتيبة، نا أبو عَوانَةَ عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث بن جَزْء: حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا وأنا عنده، فقال: " ما أغضبك؟ ". قال: يا رسول الله، ما لنا ولقريش، إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك؟ قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرَّ وجهه، ثم قال: " والذي نفسي بيده، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبَّكم لله ولرسوله، ثم قال: " يا أيها الناس من آذى عمِّي فقد آذاني، فإنَّما عمُّ الرجل صنو أبيه "، قال: هذا حديث حسن. الترمذي: نا القاسم بن دينار الكوفي: نا عبيد الله عن إسرائيل، عن عبد العلي، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " العباس مني وأنا منه ".
ومات العباس رضي الله عنه قبل موت عثمان بسنتين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وقيل: ابن تسع وثمانين لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب. وقيل: بل من رمضان سنة اثنين وثلاثين، وصلى عليه عثمان ودُفن بالبقيع. وقال خليفة بن خياط: كانت وفاة العباس سنة ثلاث وثلاثين، ودخل قبره ابنه عبد الله بن عباس.
ومن موالي العباس: عُبيد بن حُنين: روى عن ابن عباس حديث: كنت أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حديث طويل، خرَّجه مسلم، وروى عن عبيد بن حنين يحيى بن سعيد الأنصاريُّ وهو قال فيه: مولى العباس. وفي الموطأ في كتاب " الصلاة " عن عبيد بن حنين مولى آل زيد بن الخطاب عن أبي هريرة حديث الرجل الذي سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ:) قل هو الله أحد (.
وولد العباس الفضل الرَّدْفَ، وبه كان يُكنى، وعبد الله الحَبْر، وعُبيد الله الجواد، وقُثَم الشهيد بسمرقند، وعبد الرحمن، ومعبدا. وأُمُّهُم أمُّ الفضل لُبابة