ومنهم جميل بن عبد الله بن معمر بن نَهيك: صاحب بُثينة.
ومن عُذارة خُرافة: وهو الذي يقال فيه: حديث خُرافة. قال ابن قتيبة في " المعارف ": حدَّثني ابو سفيان الغنويُّ قالك نا سعيد بن عبد الله السُّلمي قال: حدثني سعيد بن أبي سارة عن ثابت عن أنس بن مالك أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: " إن أصدق الأحاديث حديث خرافة ". وكان رجلاً من بني عذرة سبته الجنُّ. فكان يكون معهم فإذا استرقوا السَّمع أخبروه فيُخبر به أهل الأرض، فيجدونه كما قال.
ومن بني عذرة هُدبة بن خشرم بن كرز: العذريُّ الشاعر، وكان قتل زيادة بن زيد العذريَّ، وأقرَّ على نفسه بالقتل بين يدي معاوية. وكان لزيادة ولد صغير، فأمر معاوية بحبس هدبة حتى يكبر ولد زيادة، فإن شاء أن يأخذ بوتر أبيه أخذ، وإن شاء أن يقبل منه الدِّية قبل. فحُبس بالمدينة حتى أدرك ابن زيادة، فأبى أن يقبل الدية، وقتله بأبيه. ويقال: إنه عرض على ابن زيادة عشر ديات فأبى إلا القَوَدَ. وكان ممَّن عرض عليه الديات الحسين بن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن جعفر، وسعيد بن العاصي، ومروان بن الحكم، وسائر الأقوام من قريش والأنصار. وكان من المتجلِّدين عند القتل. ولمَّا قُدِّم للقتل نظر إلى امرأته فدخلته غيرة، وقد كان جُدع في حربٍ، فقال:
فغن يكُ أَنفي بانَ منه جمالُهُ ... فما حَسَبي في الصالحين بأَجدعا
فلا تنكحي إن فرَّق الدهرُ بيننا ... أَغمَّ القَفا والوجهِ ليس بأَنزعا
فقالت: قفوا عنه ساعةً، ثم مضت واصطلمت أنفها وأتته وقالت: أهذا فعلُ من له إلى الرجال حاجةٌ؟ فقال: الآن طاب الموت. ثم أقبل على أبويه فقال:
أَبْلياني اليومَ صبراً منكُما ... إنَّ حزْناً مِنكُما اليومَ أشَرْ