وروى قرة بن خالد السدوسي وسعيد الجريري عن أبي العلاء بن الشِّخير قال: كنابالّضبذةِ، فجاء أعرابي بكتف أو صحيفة فقال: اقرؤوا ما فيها. فإذا فيها: " هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني زهير بن أقيش إنكم 'ن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأديتم خُمسَ ما غنتم إلى النبي عليه السلام فأنتم آمنون بأمان الله عز وجل ". قلنا: سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: نعم. قلنا: حدثنا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يُذهبن وغَرَ الصدرِ ".

قال الجريريُّ: وحضرَ الصَّدرِ: قلنا: أأنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ألا أراكم تتَّهموني؟. فأخذ الصحيفة ومضى. فسألنا عنه، فقيل: هذا النمر بن تولب. قال الأصمعي: كان النمرُ بن تولب العُكبيُّ أحد المخضرمين من الشعراء. وكان أبو عمرو بن العلاء يسميه الكيِّس. وقال أبو عبيدة: النمر بن تولب عكلي، وكان شاعر الرِّباب في الجاهلية، ولم يمدح أحداً، ولا هجا. وأدرك الإسلام وهو كبير. وهو القائل عن غير أبي عبيدة:

لا تغضبنَّ على امرىء في مالهِ ... وعلى كرائم صُلبِ مالكِ فاغْضَبِ

ومتى تُصبْكَ خَصاصةٌ فارجُ الغنى ... وإلى الذين يُعطى الرغائبَ فارغبِ

ومن بني عوف بن عبد مناة أكثل بن شَمَّاخ: قاله ابن الكلبي، وقال: شهد الجسر مع أبي عبيدة، وأسر مَردانشاه، وضرب عنقه وشهد القادسية، وله فيها آثار محمودة وقال: كان علي بن أبي طالب، إذا نظر إليه، قال: من أحب أن ينظر إلى الصبيح فلينظر إلى إكثل بن شمَّاخ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015