خيالٌ لزينبَ قد هاجَ لي ... نُكاساً منَ الحبِّ بعدَ انْدمالِ
تَسدَّى مع الليل تِمثالُها ... دُنُوَّ الضَّبابِ إلينا بِطَلٍّ زلالِ
فباتَ يُسائِلُنا في المنامِ ... فأَحببْ إلينا بذاكَ السُّؤالِ
يُثَنِّي التحيةَ بعدَ السَّلا ... مِ ثمَّ يُغَدِّي بعضمٍّ وخالِ
إلى اللهِ أشكو الذي قد أرى ... منَ النائباتِ بعافٍ وعالِ
وإطلالَ هذا الزمانِ الذي ... تَبدَّلَ بالناسِ حالاً بحالِ
ومنهم ساعدة بن جُؤَيَّةَ: أحدُ بني كعب بن كاهل بن الحرث بن تميم ابن سعد بن هُذيل، وكان جاهلياً. وله من قصيدةٍ طويلة يصف الرماح:
فَتعاورُوا ضرباً وأُشرِعَ بينهمْ ... أَسلاتُ ما ضاعَ القُيونُ ورَكَّبُوا
من كلِّ أظمأَ عاتِرٍ لا شانَهُ ... قِصَرٌ، ولا راشَ الكعوبَ مُعلَّبُ
خَرِقٌ منَ الخطِّيِّ أُغمضَ حدُّهُ ... مثل الشهابِ، رفعْتَهُ، يَتلهَّبُ
ممَّا يُترَّصُ في الثِّقافِ يَزِينُهُ ... أَخْذى كخافيةِ العُقابِ مُجرَّبُ