عمرو بن الحاف بنت قضاعة. وخندفُ جِذم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهم أشراف مضر. وحديث إلياس وبنيه وامرأته مشهور في كتب التَّواريخ. ذكر ابنُ إسحاق أن مدركة وطابخة كانا في إبلٍ لهما يرعيانها، فاقتنصا صيداً، فقعدا عليه يطبخانه. وعدت عاديةٌ على إبلهما. فقال عامر، وهو مدركةُ، لعمرو، وهو طابخةُ: أتدرك الإبل أم تطبخُ هذا الصَّيد؟ فلحق عامرٌ بالإبل، فجاء بها. فلما راحا على أبيهما، وحدَّثاهُ قال لعامر: أنت مُدركة، وقال لعمرو: وأنت طابخةُ. والخبزُ عند أهل العلم بالنَّسب في هذه القصة أطولُ من هذا، وأحسن سياقةً. واتى به ابن إسحاق مُختصراً. قال ابن إسحاق ومصعب الزُّبيريُّ: خُزاعةُ في مضر، وهم من ولد قمعة بن الياس بن مضر. وقال ابنُ إسحاق: خزاعة هو كعب بن عمرو بن لُحي بن قَمعةَ بن خندف. وقد ذكر أن ولد الياس بن مضر ينتسبون إلى أمِّهم خندف. ورُوي عن أبي حَصينٍ الوادعيِّ عن أبي صالح، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عَمرو بن لُحَيِّ بن قَمعةَ بن خِندفَ هو أبو خُزاعةَ. هذا قولُ نُسَّاب مضر وخُزاعةُ تأبى هذا، وتقول: نحن بنو عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث، وخندفُ أمُّنا. ذكر هذا أبو عبيدة معمر بن المثنى وابن الكلبي. فعلى قول ابن إسحاق ومُصعب: خزاعة مُضريَّةٌ في عدنان، وعلى قول أبي عبيدة وابن الكلبيِّ: خزاعةُ قحطانيَّة في اليمن. وإنما سُميت خُزاعة، لأنهم تخزَّعوا من ولدِ عمرو بن عامرٍ، أي فارقوهم حين أقبلُوا من اليمن، يريدون الشام. فنزلوا بمرِّ الظَّهران بجنبات الحَرم، ووَلوُا حجابةَ البيت دَهراً.
وخزاعةُ عَيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم حُلفاؤه، لأنهم حُلفاءُ بنس هاشم، ولنزول خزاعة في الحرم ومُجاورَتِهمْ قريشاً. قال ابن عباس: نزل القرآنُ بلغة الكَعَبيْنِ؛ كعب بن لؤي وكعب بن عمرو بن لُحَي. وقد أَدخلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في كتاب القضيَّة عامَ الحُديبية. وأَدخلت قريش بني بكر بن مناة معهم، فوقعت حرب بين خزاعة وبين بني بكر. فأعان مشركو