والذارياتِ ذَرواْ، فالحاملات وقراً (. فقال عمرُ: أأنتَ هو؟ فقام إليه فحسَرَ عن ذراعيه، فلم يزل يجلِدُه بالدرَّة حتى سقطت عِمامته. فقال: والذي نفسُ عمرَ بيدهِ لو وجدتُك محلوقاً لضربتُ رأسك. أَلبسوهُ ثيابه، واحملوهُ على ... تقدَّموا به بلادَه، وليقم خطيباً، ثم ليقل: إنَّ صَبيغاً طلب العلمَ فأخطأهُ، فلم يزل وضيعاً في قدره ...

وأمَّا الغوث بن مُرٍّ: فكان يلي الإجازة للناس بالحج من عَرفة، وولدهُ من بعدهِ. وكان يقال له ولولدهِ " صُوفة ". وإنما وَلي ذلك الغَوث بن مُر أن أمَّه كانت امرأةً من جُرهم، وكانت لا تلد. فنذرت لله إن هي وَلدت رجلاً أن تصدَّق به على الكعبة عبداً لها، يخدمُها، ويقوم عليها، فولدت الغوث. وكان يقومُ على الكعبة في الدهر الأول مع أخواله من جُرهم، فوَليَ الإجازة بالناس من عرفةَ لمكانه الذي كان به من الكعبة، وولده من بعدِه، حتى انقرضوا. فقال مُرُّ بن أُودٍّ لوفاءِ نذْرِ امرأتهِ أمِّ الغوث:

إني جَعلتُ ربِّ مِن بَنيَّه ... رَبِيطةً بمكةَ العليَّه

فبارِكَنَّ لي بها أليَّه ... واجعلْهُ لي من صالحِ البَرِيَّه

وورث الإجازة بعد صوفةَ آلُ صفوان بن الحرثِ بن شحنة بن عُطارد بن عَوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مُرّ. وقد تقدَّم ذكرُ ذلك مُستوعَباً وجيزاً. وقال ابن قُتيبةَ في " المعارف ": صارت صوفةُ في اليمن.

فمن الغوث بن مُر شُرحبيل بن حسنةَ: قال ابن هشام: هو شُرحبيل بن عبد الله أحدُ بني الغوث بن مُر أخي تميم بن مُر. وقال غيرُه شُرحبيلُ بن عبد الله بن المطاع بن عمرو، من كندةَ، حليف لبني زهرةَ، يُكنى أبا عبد الله، ونُسب إلى أمه حَسنة. وقال ابن إسحاق: أمُّه حسنة، امرأةٌ عُدوليَّة وولاؤها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015