صلى الله عليه وسلم للآباء الكرام، أولي المكارم والمأثرات، والأمهات العقائل المحصنات. وذكر من اشترك معه النسب من القبائل، وذكر البطون منهم والأفخاذ والفصائل، وذكر من آمن به، وصحبهم من أبنائهم السّعداء، ومن اشتهر منهم بإيمان أو منقبة في الجاهلية الجهلاء، وذكر من قتله منهم على استهزائه وكفره في غزوات أيَّده الله فيها بنصره.
صلى الله عليه وسلم، ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النَّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدِّ بن عدنان. إلى هنا هو النسب الصحيح الذي لا اختلاف فيه بين العلماء بالأنساب. وإلى عدنان كان يعدُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى ابن الكلبيِّ عن ابن صالح عن ابن عباس، قال: كان البنيُّ عليه السلام، إذا انتهى في النسب إلى عدنان أمسك، ثم يقول: " كذب النسابون ".. وقالت عائشة رضي الله عنها: " ما وجدنا من يعرف ما وراء عدنان ولا ما وراء قحطان إلا تخرُّصا ". وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " إنما ننتسب إلى عدنان، وما بعد ذلك لا أدري ما هو ". وقال ابن جريح عن القاسم بن أبي بزَّة عن عكرمة: " أضلَّت نزار نسبتها من عدنان ".
ابن جريح هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح. وجريح مولى لآل خالد ابن أسيد بن أبي العيص بن أمَّية. وولد ابن جريح سنة ثمانين عام الجحاف؛ سيل كان مكة، ومات سنة خمسين ومئة. وكان ثقة عدلا، روى عنه الأئمة.