أما الثاني: فإنَّ المؤلف جمعه فى تراجم الحنابلة عامة من لدن الإمام أحمد مُخْتَصِرًا ما جاءَ فى طبقات القاضى أبى الحسين بن أبي يعلى، وابن رجب وغيرهما حتى عصره.
ومن هذا الكتاب أوراقٌ قليلةٌ فى الظاهرية (4550) كتب فى أعلى الورقة الأولى منها "العطاء المعجّل فى طبقات الإمام المبجّل" وهذه العبارة مكتوبة بخط مغاير لخط النسخة الأصلى (خط ابن عبد الهادى) ويظهر أنه خط حديث.
أولها قوله: ". . المتأخرين من جع طبقاتهما فى الاختصار. وذكر لي عن القاضى عزّ الدين أنه فعل ذلك. وكذلك الشيخ على بن عروة ...
ثم قال - رحمه الله -: "وأصل المذهب أحمد بن محمد الشيبانى قد ملأ ذكره الدُّنيا وكثر تصنيف الناس فى مناقبه وسيرته ... ".
ثم استَمر فى ذكر سيرة الإِمام (رضى الله عنه) وذكر بعض أخباره وفضائله ورد على من قال: إنه محدِّثٌ وأنه ليس بفقيه.
ثم بدأ بذكر التراجم من أصحابه - رحمهم الله - فقال: " (حرفُ الألفِ) فصلٌ فيمن اسمه أحمد ... ثم استمر فى ذكر التراجم حتى انقطع المَوجود من الكتاب لدىَّ فى ترجمة أحمد بن زهير ذكره أبو الحسين روى عن إمامنا ... ".
ومن هنا استدلُّ على أنّ كتاب (العَطاء المعجّل. .) فى تراجم الحنابلة عامة حتى عصره رتبهم على طبقات كما قال فى مقدمته: "وأنا أرتبهم لك على أمرين:
- أجعله ثلاث طبقات عليا ووسطى وسفلى.
- وأرتبهم على الحروف".