209 - يعقوب الكُرْدِىّ الحَنبلى [شيخ] الزّاوية ببَعْلَبَكَّ، وإليه تنسب الزاوية المذكورة، الشيخُ الصالحُ العابدُ الناسكُ الوَرِعُ الزَّاهِدُ، كان يأمرُ بالمعروف ويَنهى عن المنكر، وله الحُرمة الوافرة والكلمة المَسموعة عند الخاصة والعامة. توفى بالزاوية وهو جالس في حلقة الذِّكر قرأ مع الفقراء وظيفة ليلة الأربعاء فلما قال: "الحمد لله" كانت هذه الكلمة آخر [كلمة قالها قبل] وفاته وذلك في ثامن عشر من شهر شوال من شهور سنة ثلاثَ عشرة وثمانمائة عشية الثلاثاء ودفن بمقبرة باب سَطحا من بَعلَبَكَّ المحروسة ومن كلامه "كن ذَنَبًا ولا تكن رَأسًا فإن الرأسَ أوّلُ ما يُقطَعُ" يشير بذلك إلى ترك حبّ الرئاسة.
210 - يوسف بن محمد الصَّيْدَاوِىُّ الأَصل البَعْلَبَكِىُّ الحَنبلى قاضى حَلَب صاحبُنا وأخونا صلاح الدّين أبو محمد يوسف الفقيه المحصِّل صاحب دين وورعٍ. عن أصحاب بن الرعبوب والنّظام بن زيد وابن الشَّريفة وغيرهم، وله الخطُّ الحَسَنُ، ومما كتب به إلىّ في رابع عشر جمادى الأولى سنة خمس وستين وثمانمائة:
ولو أنّ أقلَامِىْ تَنُوبُ عن الِّلقَا ... وما أشْتَكِىْ من عُظْمِ شَوْقى إِليْكُمُ
لسارَت ركِابُ الظَّاعِنِيْنَ بأسرِهَا ... مُحَمَّلَةً منِّى السَّلَامَ عَلَيْكُمُ