ابن أبى الفتح هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم الكنانى العسقلانى المصري الحنبلى الحّجاوى قاضي القضاة ناصر الدين أبو الفتح سمع من ابن الميدومىّ وجماعة، واشتغل في العلوم وأفتى ودرس وناظر وأتقن وناب في القضاء عن حموه قاضي القضاة موفق الدين ما يزيد على عشرين سنة ثم ولى قضاء القضاة بعد وفاة المذكور في المحرم سنة تسع وستين، فباشر ستا (?) وعشرين سنة ونصف، قال بعض المؤرخين (?) سمع "جزء ابن قَلاقس"، عاليًا عن أصحاب السَّبط بالإِجازة، وسمع غير ذلك، وسمع عليه جماعة، واشتغل بالفقه على مذهب الإمام أحمد حتَّى صار في مذهبه مفتى الفرق، أوحدَ العلماء، علَّامةَ العصر، نادرةَ الوقت، نسيجَ وحده، ووحيد عصره في فنون عديدة منها الحديث (?) والنَّحو واللُّغة والأصول والميقات وغير ذلك من العلوم، وباشر القضاء بمصر نيابة وأصالة ما يزيد على ستَّ وأربعين سنة، وكان يفتخر (?) بذلك، وكان مع ذلك قاضى عدلٍ، اشتهر (?) بالخير والصلاح، وكان منذ نشأ لم يأكل مع نساء غداء ولا عشاء، ولا يأكل إلا مع جماعة، وينظرهم ساعة بعد ساعة، وكان بالمعروف معروفا (6)، وبالإحسان موصوفا (?)، كثير العبادة، كثير السيادة، مواظبا على الصلاة والصيام، مثابرا على التّهجُّد في الليل والقيام، صاحب حرمة وافرة، وحشمة ظاهرة.