أبو العباس المِرداوى خاتمة أصحاب بن عبد الدايم. وقال ابن قاضى شُهبة: توفى والده فى رَجب سنة ثلاثٍ وستين، فحفظ "المُقنع"، و "مختصر ابن الحاجب" وغيرهما واشتغل فى العلمِ، وتأدَّبَ فى القَضاء قبل الفتنة وبعدها مدة طويلة، وكان كثير الاستحضار، يستحضر كثيرًا من الحديث والفقه لا سيما فى فروع والده ومن الأصول، ويستحضر "مختصر ابن الحاجب" وحفظه أجود من نقله، وكان شيخ الحنابلة بالشَّام، كذا ذكره. قلت، أخبرفى بعض أقاربه أنه كان يتعاطى الحشيشة، فالله أعلم، وسمعت والدى يخبر أنه ولى القضاء لعز الدين وأنه حضر مرة عنده فى درسه، فقال القاضى عز الدين أين مسألة كذا؟ فقال: قال القاضى فى الكتاب الفلانى، فى الموضع الفلانى قولًا أو كذا وكذا، فقال: والله يا شرف الدين تَكذِبُ، البارحة كنت أطالع فى هذا الكتاب، فى هذا الموضع ليس فيه هذا، فلما انصرف القاضى عزّ الدين إلى بيته ذهب إليه فقال: يا سيدى قاضى القضاة [تشمت بنا] (?) هكذا قُدَّامَ النَّاس، من كان يروح ينظر فى كتاب القاضى، كنت غفرت لى هذا. وسمعته يحدث أن القاضى علاء الدين بن مغلى (?) لما قدم دمشق حضر عنده فقال ابن مغلى: ذكره ابن الحاجب فى "المختصر" كذا وكذا، فقال هو: ما هو فى المختصر، قال: فغضب، ثم قام فجاء "بالمختصر"، ثم قلب أو فتحه ثم قلب الورقه وأراه إيّاه وقال خذ فانظر! الكاذب أنتَ، وأبوك يكذب على مسند الِإمام أحمد ويقول رواه أحمد فى المسند، أين المسند؟ لما عُدم المسند كل من كذب شيئا عزاه إلى المسند أو ما هذا معناه، وكان جهور الصوت. توفى بالصّالحية فى ذى القعدة سنة أربع وثلاثين وثمانمائة، ودفن بالروضة عند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015