الشيخُ الِإمامُ العالمُ الفقيهُ المحدِّثُ المفسر النَّحوىُّ العابدُ الزاهدُ المحققُ القدوةُ البركةُ شيخُ الحنابلة ذو العارف، أبو الفرج عبد الرحمن أبو شعر. أخذ عن جماعة وسمع كثيرًا من الكتب الكبار والصغار، وتفقه بابن رَجب، وابن اللَّحَّام ... وغيرهما. قال ابن قاضى شُهبة: عبد الرحمن الصالحى الحنبلى اشتغل على القاضى علاء الدين بن اللحام. قلت: كان إمامًا فى الزهد، إمامًا فى الورع، إمامًا فى الفقه، إمامًا فى الحديث، إمامًا فى التفسير والوعظ وكلام السلف، انتفع به الخلق الكثير والجم الغفير من جماعة أعيان شيوخنا، كالشيخ تقى الدين والشيخ حسن، والشيخ زين الدين بن الحبَّال، والشيخ شهاب الدين بن زيد، والشيخ صفيّ الدين ... وغيرهم من الأعيان. أخبرنى شيخنا القاضى علاء الدين قال: حضرنا مجلسه فلما خَرجنا من عنده وجدنا صُرَّةً فلم يأخذها منا أحد، قال: وكأنَّ من حضر مجلسه نزعت الدنيا من قلبه. وأخبرنى بعض من قدم علينا أنه سنة جاور بمكة كان يقرئ البخارى ويشرح أحاديثه فكان يحضره خلق كثير، قال: وكان يتكلم على الحديث كلامًا كثيرًا، قال: فحضرت عنده فرأيته كأن بين يديه كتابٌ مفتوحٌ يقرأ فيه يقول: قال أحمد، قال فلان، كأنه يقرأ ذلك حاضرًا، وكان له بالصالحية ميعاد معلوم يحضره الناس يقرأ القرآن حتى