وأشياء حسنة يعجز الِإنسان عن حصرها. تفقه عليه جماعة من الأكابر كالقاضى علاء الدين بن اللَّحام، والشيخ داود، وغير واحد. حدّثنا شيخُنا شهاب الدين بن زيد: أن زوجتَه مرَّة دخلت الحمام وتزيَّنت ثم جاءته فلم يلتَفِتْ إليها، فقالت: ما يريد الواحد منكم إلَّا من يتركه مثل الكلب وقامت وخلته. وأخبرتُ عن القاضي علاء الدين بن اللَّحَّام أنه قال: ذكر لنا مرةً الشيخُ مسألة فأطنب فيها، فعجبْتُ من ذلك ومن إتقانه لها، فوقعت بعد ذلك بمحضر من أرباب المذاهب وغيرهم فلم يتكلَّم فيها الكلمة الواحدة، فلما قام، قلتُ له: أليس قد تكلَّمت فيها بذلك الكلام، قال: إنَّما أتكلم بما أرجو ثَوابه، وقد خِفْتُ من الكلام في هذا المجلس، أو ما هذا معناه. قال الشَّيخ الِإمام العلامة شمس الدين [بن] ناصر الدين (?) - فيما وجدته بخطه - قال: حدَّثنى من حفَر لحدَ ابن رَجَب أن الشَّيخ زين الدين بن رَجَب جاءه قبل أن يموت بأيام فقال: احفر لي ها هنا لحداً، وأشار إلى البقعة التى دفن فيها، قال: فحفرت له، فلما فرغت نزل في القبر واضطجع فيه فأعجبه، وقال: هذا جيِّدٌ، ثم خرج، قالَ فوالله ما شعرت بعد أيام إلَّا وقد أتى به مَيْتاً محمولاً في نعشه فوضعته في ذلك اللحد وواريته فيه. وأخبرنى شيخنا شهاب الدين بن هِلالٍ (?) أَنه قالَ: ليلةَ مات زين الدين بن رجب سمعنا بشائر تدوّى في السماء فقمنا/ فوجدنا الشَّيخ قد مات - رحمه الله تعالى.