المقرئُ بمدرسة شيخ الِإسلام أبي عُمَر، والد تَقِىَّ الدِّين المُتَقَدِّمُ ذكره (?). ولد بـ "جُراعا" من الأرض المقدسة، وقَدِمَ الصَّالحة بعد والده، وقرأ "مُختصر الخِرَقِىُّ"، وانتفع ونفع، وكان له من الولد المتقدم، وشهاب الدين أحمد المقرئ بمدرسة شيخ الِإسلام أيضًا، قرأ "المُقنع" وغيره، وسمعتُ شيخنا يذكره عند موته أنه يريد أن يأذن له بالِإفتاء.
وشمس الدين محمّد المقرئ المجوّدُ، له نظمٌ حسنٌ وفصاحةٌ، وعبد الله وحكى لنا هذا الشَّيخ زيد أنه أتى عنده مرّة شخصٌ يقرأ، قال فحسبه أنه لا يحفظ القرآن، فجلس مدةً ثم أراد أن ينزلَ في المدرسة، وكان فيها تلك الأيام شَرْطٌ (?) فامتنع الناظر من تَنزيله، بعد أيام ذهبنا إليه فأتيناه بورقةٍ بِتَنزيله، فامتنع من أخذ الجزاء، وأبي أن يأكل منها شيئًا، فقال لي بعد ذلك: يا شيخ أنا كنتُ في بلادى - وذكر بُعدها، وانها في داخلِ بلادِ المَغْرب - قالَ: فحدَّثنى أنه لم يبق في الأرض صالح! فقلت: إن كان في الدُّنيا أحدٌ من الصالحين ففي مدرسة الشَّيخ أبي عُمر. قال: ونحن نسمعُ بها فجئتُ إلى هنا لأجلِ ذلك فوجدت هذه الشرور فقلت: لم يبقَ (?) في الدُّنيا أحدٌ من الصالحين! قال: ففي هذه الجمعة الماضية صلَّيتُ في الجامع الأموى، وخرجت إلى صحنه، وإذا إنسان ينادينى: يا نصرُ (?)، فقلتُ: وكم من هنا من واحد اسمه نصر؟