ملازماً له في سائر الصلوات، يأتى قبل الصَّلاة فيقيم فيه إلى أن يُصلَي، ويأتيه يوم الجُمعة صلاة الفجر فلا يفارقه حتَّى يُصلى الفَجر والعَصر مواظباً على الصف الأول في نقرة الإمام. ابتلى في آخر عمره بوجع في رجليه وأفخاذه، ومع ذلك لا يَفْتُرُ عن العبادة وكان ربما نامَ في بيته في المدرسة، فأخبرنى بعضُ أصحابنا أنه [يُصلّى] من أول الليل - حتَّى في شدَّة البَرد، ومع ذلك الوجَع، وسيلان الدّم والقيح في رجليه - يتوضّأ ولا يزال يصلى إلى الفجر هيئتهُ هيئة الصالحين، وزيُّه زىّ النُّساك، أبيض ليس بالطويل، كثُرت عليه الأوجاع في آخر عُمره، وتُوفى يوم الثلاثاء رابع شهر جمادى الأولى سنة سبع وستين وثمانمائة، وكانت جنازته مَشهودةً وكثُر الخلق فيها، وحُمِل على الرُّؤوس، وأطراف الأصابع، وصُلِّى عليه بالجامع بعد العصر، ودُفن فوق المغارة الأرموية عند قبور الأرموى بوصّيةٍ، وتقدم في الصَّلاة عليه الشَّيخ عمر التَّلِيْلىُّ، وأثنى عليه النَّاس خيراً - رحمه الله تعالى وإِيّانا.
9 - أحمد بن محمد بن علي - عرف بابن العاوى البَعْلِى الحَنْبَلِى أحد العدول بها، ومنه لَبِسْتُ الخرقة القادرية (?)، عدلاً نظيفاً حسنَ الكتابة، كثيرَ المروءة. توفى يوم الأحد في العشر الأول من جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين وثمانمائة ببعلبك ودفن بها - رحمه الله تعالى وإيانا.