من حديد النافعي، كما قال خالد بن الوليد - رضي الله عنه -: "لقد رأيتني يوم مؤتة اندق في يدي تسعة أسياف، وصبرت معي صفيحة يمانية" (?).
طفيل بن عمرو بن طريف بن العاض بن ثعلبة بن سُليم بن لقيط بن الحارث بن مالك بن فهم بن غنم دوس الدوسي (?)، وبقة النسب إلى نهايته معروف، تقدم كثيرا.
كان الطفيل بن عمرو يحدث أنه قدم مكة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها فمشى إليه رجال من قريش، وكان الطفيل شريفا شاعرا لبيبا، فقال له: يا طفيل إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل بين أظهرنا، قد عضل بنا وفرق جماعتنا، وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وبين أبيه، وبين الرجل وبين أخيه، وبين الرجل وبين زوجته، وأنا أخشى عليك وعلى قومك، فإن دخل عليك فلا تكلمه ولا تسمع منه قال: فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت ألا أسمع منه شيئا ولا أكلمه حتى حشوت أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفا، فرقا من أن يبلغني من قوله، وأنا لا أريد أن أسمعه، قال: فغدوت إلى المسجد، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يصلي عند الكعبة قال: فقمت منه قريبا، فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله، سمعت كلاما حسنا، فقلت في نفسي: واثكل أمي، والله إني لرجل لبيب شاعر، ما يخفى الحسن والقبيح، فما يمنعني من أن أسمع من هذا الرجل ما يقول؟ ، إذا كان الذي يأتي به حسنا قبلته، وإن كان قبيحا تركته، قال: فمكثت حتى انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بيته، فاتَّبعته حتى إذا دخل بيته دخلت عليه فقلت: يا محمد، إن قومك قالوا لي كذا وكذا، الذي قالوا، فوالله ما برحوا يخوفوني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك، ثم أبى الله إلا أن يسمعنيه، فسمعت قولا حسنا فاعرض علي أمرك، قال: فعرض علي الإسلام، وتلا علي القرآن، فوالله ما سمعت قولا قط أحسن، ولا أمرا أعدل منه، فأسلمت وشهدت شهادة الحق، وقلت: يا نبي الله إني امرؤ مطاع في قومي، وأنا راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام، فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عليهم عونا فيما أدعوهم إليه، فقال: «اللهم اجعل له آية» قال: