إلي، وقد وقعت في نفسي فاحملني معك، فأردفها خلفه ومضى إلى بلده، فلما أوردها أرضه قال: قد علمت هربك معي كيف كان؛ والله لا تهربين بعدي إلى رجل أبدا، فقطع عرقوبيها، فولدت له عمرو بن حممة، وكان سيدا، وولد عمرو بن حممة الطفيل بن عمرو ذا النور (?)، وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قالوا: وخرج زوجها ابن الحمارس في طلبها فلم يقدر عليها فرجع وهو يقول:
ألا حي الخناس على قلاها ... وإن شطحت وإن بعدت نواها
تبدلت الطبيخ وأرض دوس ... بهجمة فارس حمر ذراها
وقد خبرتها جاعت وذلت ... وأن الحَرَّ من طود شواها
وقد خُبرتها نُحلت ركيا ... وأثوارا معرقة شواها
وقد أنبئتها ولدت غلاما ... فلا شب الغلام ولا هناها (?)
فلما أُنشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - هذا الشعر قال: قد والله شب الغلام وقد هناها.
قلت: كفى بالجاهلية ضلالا، فلا غرابة أن يقع مثل هذا في مجتمع جاهلي، شريعتهم الحصان والسيف والسنان. وقد اختلف الرواة في بعض ألفاظ
لم أقف على ما يفيد عنه سوى أن الثعلبي، وابن مردوية رويا عن محمد بن زهير، عن محمد بن النهدي، عن حنظلة الدوسي، عن أبيه، عن البراء بن عازب، عن معاذ رضي الله عنهما: أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «يا معاذ، سألت عن أمر عظيم من الأمور، ثم أرسل عينيه وقال: تحشر عشرة أصناف من أمّتى: بعضهم على صورة القردة، وبعضهم على صورة الخنازير، وبعضهم