فضلهم" فأطافت به الأزدن واضطربوا هم والروم، فوالذي لا إله إلا هو لرأيت الروم وإنها لتدور بهم الأرض، وهم في مجال واحد كما تدور الرحى، وما برح المسلمون ولا زالوا، وركبهم من الروم أمثال الجبال، فما رأيت موطنا قط أكثر قحفا ساقطا، ومعصما نادرا، وكفا طائحة من ذلك الموطن، وقد والله أو حلناهم شرا (?). فكان جندب من الشهداء يوم أجنادين على الصحيح.
بالتصغير: جنيدب بن جندب بن عمرو بن حممة، المتقدم والده - رضي الله عنه -، لم أقف على ما يفيد عنه سوى أنه قتل بصفين مع معاوية (?).
ذكره أبو مخنف لوط بن يحيى في المعمرين قال: عاش ثلاثمائة سنة وستين سنة، وأدرك الإسلام، فكان إذا سمع من يقول: لا إله إلا الله يقول: لقد أدركت في شيبي أناسا يقولون هذ الكلمة، وكان يمر بالوادي كله دوم فيقول: لقد كنت أمر بهذا الوادي وما به شجرة، وعاش إلى أن سقط حاجباه على عينيه، وهو القائل (?):
كبرت وطال العمر مني حتى أنابني ... سليم أفاعي ليلة غير مودع
فما السقم أبلاني ولكن تتابعت ... علي سنون من مصيف ومربع
ثلاث مئين قد مررن كواملا ... وها أنا ذا ارتجتيها لأربع
أُخَبِّر أخبار القرون التي مضت ... ولا بد يوما أن أُطار لمصرعي
قال البخاري رحمه الله: الحارث بن سعد بن أبي ذباب الدوسي، الحجازي، بعثه عمر مصدقا، سمع أبا هريرة، وهو ابن عمه، روى عنه يزيد بن هرمز (?).