ألا أيها الشخصان بالله بلغا ... سلامي إلى أهلي بمكة والحجر

تلقيتما ما عشتما ألف نعمة ... بعز وإقبال يدوم مع النصر

ولا ضاع عند الله ما تصنعانه ... فقد خف عني ما وجدت من الضر

بصنعكما لي نلت خيرا وراحة ... كذلك فعل الخير بين الورى يجري

وما بي وايم الله موتي وإنما ... تركت عجوزا في المهامه والقفر

ضعيفة حال ما لها من جلادة ... على نائبات الحادثت التي تجري

تعودها حب القفار مقيمة ... على الشيح والقيصوم والنبت

وكنت لها ركنا تعد رحاله ... وأكرمها جهدي وإن مسني فقر

وأطعمها من صيد كفي أرنبا ... من الوحش واليربوع والظبي

من الضب والغزلان والبهت بعده ... مع البقر الوحش المقيمات في ابر

وأحمي حماها أن تضام ولم أزل ... لها ناصرا في موقف الخير والشر

وإني أردت الله لا شيء غيره ... وجاهدت في جيش الملاعين بالسمر

وأرضيت خير الخلق أعني محمدا ... لعلي أنال الفوز في موقف الحشر

فمن خاف يوم الحشر أرضى إلهه ... وقاتل عباد الصليب بني الكفر

كذا جلت يوم الحرب في كل كافر ... وجندلته بالطعن في الكر والفر

تقول وقد حان الفراق لحينه ... ألا يا أخي مالي على البين من صبر

ألا يا أخي هذا الفراق فمن لنا ... بحسن رجوع قادم منك بالبشر

إذا سافر الإنسان عن أرض أهله ... فإما رجوع أو هلاك مدى الدهر (?).

(43) جديع بن علي بن شبيب الدوسي

الكرماني صاحب العصبية بخراسان: جديع بن علي بن شبيب بن عامر بن براري بن صنيم بن مليح بن شرطان بن معن بن مالك بن فهم بن غَنْم بن دوس، وإنما سمي الكرماني؛ لأنه ولد بكرمان، وكان رأسا في الأزد (?) شيخ خراسان وفارسها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015