وكان الشاعر بشار بن برد منقطا إليه، ومدحه بقصائد كثيرة (?)، ورثاه بقصيدة عصما ومطلعها غزل على عادة الشعراء في مقدمات قصائدهم، أو لها:
ريق سعدى يا ابن الدجيل الشفاء ... فاسقنيه لكل داء دواء
وقال في آخرها رثاءً لعقبة:
همها أن تزور عقبة في الملـ ... ـــــك فتروى من جوده بدلاء
مالكي تنشق عن وجهه الحر ... ب كما انشقت الدجى عن ضياء
أيها السائلي عن الحزم والنجـ ... ـــــــدة والبأس والندى والوفاء
إن تلك الخلال عند ابن سلم ... ومزيدا من مثلها في الغناء
كخراج السماء سيبُ يديه ... لقريب ونازح الدار ناء
حرَّمَ الله أن ترى كابن سلم ... عقبةُ الخير مطعم الفقراء
يسقط الطير حيث ينتثر الحبـ ... ــــب وتُغشى منازل الكرماء
ليس يعطيك للرجاء ولا الخو ... ف ولكن يلذ طعم العطاء
لا ولا أن يقال شيمته الجو ... د ولكن طبائع الآباء
إنما لذة الجواد ابن سلم ... في عطاءٍ ومركبٍ للقاء
لا يهاب الوغى ولا يعبد الما ... ل ولكن يهينه للثناء
أريحيٌ له يد تمطر النيـ ... ــــــل وأخرى سم على الأعداء
قد كساني خزا وأخدمني الحو ... ر وخلى بنيَّتي في الحُلاء
وحباني به أغرَّ طويل الـ ... ـــــباع صلت الخدين غض الفَتاء
فضى الله أن يموت كما ما ... ت بنونا وسالف الآباء
راح في نعشه ورحت إلى عقـ ... ـبة أشكو فقال غير نجاء
إن يكن منصف أصبت فعندي ... عاجل مثله من الوصفاء
فتنجزته أشم كجرو الليـ ... ـــــــث غاداك خارجا من ضَراء
فجزى الله عن أخيك ابن سلم ... حين قل المعروف خير الجزاء
صنعتني يداه حتى كأني ... ذو ثراء من سر أهل الثراء