وقالت له ابنته: "يا أبتِ، إن البنات يعيرنني؛ يقلن: لم لا يحليك أبوك بالذهب؟ " فقال: "يا بنية، قولي لهن: إن أبي يخشى علي حر اللهب" (?).
وقال عن شهوات الناس ومآكلهم: " إن هذه الكناسة مهلكة دنياكم وآخرتكم" (?).
وقال - رضي الله عنه -: " إذا زوقتم مساجدكم، وحليتم مصاحفكم، فالدمار عليكم " (?).
قلت: كأنه نظر إلى زماننا وما فيه من المخالفات الشرعية في طول العالم الإسلامي وعرضه، وما ذاك إلا من خبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقال - رضي الله عنه -: "إذا رأيتم ستا فإن كانت نفس أحدكم في يده فليرسلها، فلذلك أتمنى الموت أخاف أن تدركني، إذا أُمِّرت السفهاء، وبيع الحكم، وتُهُوِّن بالدم، وقُطعت الأرحام، وكثرت الجلاوزة (?)، ونشأ نشوء يتخذون القرآن مزامير" (?).
قلت: هذا واقع المسلمين اليوم، نسمع به ونراه، وما راءٍ كمن سمع.
بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع العلاء بن الحضرمي رضي الله عنهما إلى البحرين، ووصاه به، فجعله العلاء - رضي الله عنه - مؤذنا بين يديه، وقال له أبو هريرة - رضي الله عنه -: "لا تسبقني بآمين أيها الأمير" (?).
لم تمنع مكانة أبي هريرة - رضي الله عنه - عمر - رضي الله عنه - من محاسبته وقد استعمله عمر بن الخطاب على البحرين في أيام إمارته، وقاسمه مع جملة العمال، إذ شك عمر - رضي الله عنه - في المال الذي استأثر به أبو هريرة - رضي الله عنه - وهو أميره على البحرين.
قال عمر - رضي الله عنه -: "استأثرت بهذه الأموال أي عدو الله وعدو كتابه؟ " فقال ابو هريرة - رضي الله عنه -: "لست بعدو الله، ولا عدو كتابه، ولكن عدو من عاداهما" فقال عمر - رضي الله عنه -: "فمن أين