فقال: «اللهم اهد أم أبي هريرة» فخرجت أعدو أبشرها بدعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لها، فلما أتيت الباب إذا هو مجافٌ (?)، وسمعت خضخضة، وسمعت خشف رجل ـــ وقعها ــــ فقالت: يا أبا هريرة كما أنت، ثم فتحت الباب وقد لبست درعها وعجلت عن خمارها أن تلبسه، وقالت: إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن، فقلت: يا رسول الله، أبشر فقد استجاب الله دعاءك، قد هدى الله أم أبي هريرة، " (?).
تقدم ذكر جده لأمه، ولأبي هريرة أخ يقال له: كريم، وابن عمه أبو عبدالله الأغر، وخال أبي هريرة سعد بن صفيح، بن الحارث بن شابي بن أبي صعب بن هُنْية، كان في الجاهلية لا يأخذ أحدا من قريش إلا قتله بأبي أزيهر الدوسي (?).
وهذا يبطل قول من يدعي أن أبا هريرة - رضي الله عنه - مجهول النسب، قال ابن إسحاق رحمه الله: كان ذا شرف ومكانة، وسيطا في دوس حيث يجب أن يكون منهم (?).
بل أثبت صاحب كتاب دفاع عن أبي هريرة "أن عم أبي هريرة ـــ بل خال ـــ هو سعد بن أبي ذباب ـــ منسوب إلى الجد ـــ كان أمير قومه، بل رجح أنه كان ملكا، وذكر النصوص والأدلة التي بنى قوله المذكور عليها، ثم قال: فهذا هو الشرف الذي لحق أبا هريرة من جهة عمه الأمير. . . ".
كان آدم اللون، بعيد ما بين المنكبين، ذا ظفرتين، أقرن الثنيتين (?)، وهذه من أبرز صفات دوس مشاهدة في العديد منهم اليوم.