لم يروّع له الجنانُ جنانًا ... قد أصاب الحديدَ منْهُ الحديدا

مئل ما تنقصُ المصابيحَ بالبطِّ ... فيزداد في الضِّياءِ وَقُودَا

وأنشد مرَّةً قولَ القائل:

عافتِ الماءَ في الشِّتاء فقُلنا ... برِّديه تُصادِفيه سَخِينا (?)

أنشده بإدغام اللام في الراء، فاستصعب ذلك بعضُ الحاضرين، فقال: مَنْ يقرأ سورة (والمطففين) يعرِفُ هذا، فبادر بعضُ الفُضلاء مِمَّنْ حضر، وقال: مَنْ يعرِفُ الفَكَّ يعرف هذا، وأشار إلى قوله: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [المطففين: 14].

وأنشد (?) بعضُ الفضلاء بحضرةِ صاحبِ التَّرجمة:

ياعالمًا قَدْ حلَّ إقليدسا ... لم يُخْطِهِ شَكْلٌ مِنَ أشكالِهِ

فأيُّ شيءٍ نِصْفُهُ عُشْرُهُ ... ونصفه الثاني (?) تِسْعَة أعشارِهِ

فجالت أفكار الطَّلبة في ذلك، فبادر منشِدُها بقوله: هذا كتابُ اللَّه عز وجل؛ لأنَّ عُشْرَه ستةُ أحزاب، ونصفَه عددًا سبعةٌ وخمسون سورةً، وذلك عدُّ سوَرِهِ مِنَ المجادلة إلى آخره الذي هو ستَّة أحزاب، وأردف ذلك بقوله: هذا لا يُوجَدُ في غير القرآن.

فقال صاحب الترجمة: قد وجدت اسمًا يتصور فيه مثل ذلك، وهو الفرس، فحارتِ الأفكارُ في معنى هذا، فقال بعضهم: لعلَّ مولانا شيخ الإسلام أراد اسم الفرس بغير اسمه العربي، [فأجابه بأنَّك فهمتَها، وذلك لأن اسم الفرس] (?) بالتركي (أط)، وهو حرفان، وبحساب الجُمَّل عشرة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015