الأول في تقاريظه البديعة وألفاظه السهلة المنيعة
وأقدم ما وقفت عليه:
مِنْ ذلك: ما قرَّظ به كتاب "نزول الغيث" للعلامة بدر الدين أبي عبد اللَّه محمد بن أبي بكر المخزومي الدماميني، الذي بيَّن فيه خطأ الصلاح الصفدي في كتابه "غيث الأدب الذي انسجم في شرحه لامية العجم"، وذلك في رمضان سنة خمس وتسعين وسبعمائة رفيقًا لمشايخ عصره إذ ذاك، كابن خلدون، وابن التنسي، والغماري، والمجد الحنفي، وابن الشِّحنة، وابن الجزري، وابن مكانس، والبدر البشتكي، وغيرهم، بعد أن نسخه بخطه، ونصُّ ذلك، وقد نقلته من خطه من النسخة التي بخط مصنفه، وهي عند صاحبنا الإمام جمال الدين ابن السابق، دام النفع به ورحمه اللَّه (?).
أمَّا بعد حمد اللَّه وحده، وصلاته وسلامه على سيدنا محمد عبده ورسوله، فما أشرف سيدنا وعبده، فأقول، وإن لم أكن مِنْ رجال هذا المجال المصيبين، لوفُور سهامهم في الأدب أغراض المقال، ولا ممَّن أصغى إلى حُسْنِ الاستماع، إذ لا أدبَ عندي ولا مال، ولو وقفتُ، وقفتُ عند قدري، وما زاحمتُ السَّادة والأعلام -مع طلاقة ألفاظهم- بركيك نظمي ونثري، ولكني