وصحَّ عنه حديثُ الجُودِ ينقُله ... عنْ كفِّه البحر أو عنْ سحبِ أسلاف
تواتُرًا بلغَ الآفاقَ واشتهرا ... عَزَّ الغريبُ لدى إفضاله الوافي
خَفَضتَ منصُوبَ راياتِ العِداةِ كما ... رفَعْتَ حالةَ سُؤَّالٍ بإسعافِ
قصدتُ حضرتكَ العلياء مِنْ وطني ... هجرتُ صُحْبة إخواني وأُلَّافي
حرصًا على العلم والتَّحصيل مجتهدًا ... لعلَّني أغترِفُ مِنْ بحرك الصَّافي
وما أريدُ سرى وجهِ الكريم به ... عساه يَجْبُرُ تقصيري وإسرافي
هذا ومسألتي (?) مِنْ فيضِ فضلِكَ أن ... تخصَّني بين طُلَّاب وطُوَّافِ
يا ملجأ لذوي الآمال قاطبةً ... أنظر لمغتربٍ للعلم طوَّافِ
وارحمْهُ ثمَّ أعِنْه في تطلُّبه ... فأنت معدِنٌ أعطافٍ وألطافِ
عَطفًا لغُربتِه كشفًا لكُربته ... جبرًا لما يلتقي مِنْ دهرِه الجافي
اللَّه يبقيك نورًا يُستضاء به ... فيهتدي بك دهرًا كلُّ أصنافِ
ومنهم: يوسف بن أحمد بن يوسف الفراء العامي.
فقال مِنْ أول قطعةٍ كتبها لصاحب الترجمة:
قميصي ذهب واتفضَضَ ... بوشعري وهتك ستري
غسلته اتمزق فاض دمعي ... عاينو بعيني تجري
من قد عَممْ علِمُو حلمه ... أوهبني قميص عمرو عام
صار خليع جديد وانمزَق ... وأخلع البدن والأكمام
قلت أنا أشتكيه للفاضل ... زكي العلم شيخ الاسلامْ
يقبل دعوى (?) في حقه ... ويجبر بعلمو كَسْرِي