ناظمها (?).

يا رَشَأَ لنوم عيني شَرّدَا ... قد كان عيشي بكَ عيشًا رغدَا

يا صادرًا عن مَنْهل الدَّمع لقد ... شاهدتُ من طرفك حَتْفًا وردَا

طرفٌ عن التكحيل مُستغنٍ فمَنْ ... رأى غنيًا في الورى مجرَّدَا

شَنَنْتَ بالهجرِ عليَّ غارةً ... ولم تَخَفْ في قتلِ صبٍّ قَوَدَا

قد كان صبري في الهوى يخذُلني ... لولَا وجدتُ مِنْ دموعي مدَدَا

عجبتُ مِنْ فعل الهوى بأهله ... كيف يصيدُ الظبيُ فيه الأسدَا

مُذ لاح للعذَّال حسنُ وجهه ... كادوا يكونون عليه لِبَدَا

أصبح سكرانًا بخمرِ ريقه ... أما تراه في الحَشَا مُعَرْبِدَا

في خدِّه الأحمر آسٌ أخضرٌ ... يحرسُه مِنْ شَعرِه بأسودَا

جفاك يا قلبُ وخانَ عهدَه ... فاصْبِرْ وإلا مُتْ عليه كمَدَا

مَنْ لمْ يَعُدَّ للجَفَا ليَالِيًا ... بكى دمًا مِنْ دمعه وعَدَّدَا

ضلَّ الكرى عَنْ مقلتي لمَّا رأى ... طرائقَ الدَّمع بِخَدِّي قِددَا

فحُقَّ لي مذ زار جفني نومُه ... أن أشكرَ الرَّحمنَ ثم أحمدَا

سيدَنا قاضي القضاة المرتضى ... للدِّين والدُّنيا إمامًا مُقتدى

سَمَيْدَعٌ قد طابَ أصلًا وزكا ... فرعًا ونال رِفْعَةً وسُؤدَدَا

فمِنْ قديمٍ هو أزكى عنصُرًا ... وفي حديثِ هو أعلى سَندَا

أضحت به الأيامُ مستبشرةً ... وأصبح الشَّرع به مؤيَّدا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015