وبعد، فهذه ترجمة لأحد أعلام الإسلام العاملين، الذين أثرَوا العلوم الإسلامية بالعديد من المؤلفات النافعة، ألا وهو حافظ عصره أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، المتوفى سنة 852 هـ، كتبها تلميذه العالم الفذ أبو الخير شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، المتوفى سنة 911 هـ.
ولا أعلم أحدًا قبل السخاوي أفرد ترجمة ابن حجر بكتاب مستقل، وهذا ما قاله المؤلف أيضًا عند إيراده قول ابن الشحنة في ابن حجر (?): "وترجمته لا يسعها هذا المكان، وقد أُفرِدت بالتأليف، لكني لم أقف عليه"، فقال السخاوي: وكأنه -رضي اللَّه عنه- عنى تصنيفي هذا، فما علمتُ أحدًا غيري أفردها.
أما نسبة الكتاب للسخاوي، فأمر لا يختلف عليه اثنان، حيث ذكره هو نفسه في كتبه الأخرى، مثل الضوء اللامع، فذكره في عشرات المواضع،
منها: 1/ 21، 56، 177، 234، و2/ 11، 40، 51، 65، 115، 128، 150، 190، 208، و3/ 34، 93، 156، 161، 191، 196، 228، 302، و4/ 18، 56، 57، 85، 94، 116، 196، 202، 337، و5/ 111، 223، 295 و6/ 129، 153، 329، و7/ 13، 19، 38، 86، 88، 91، 160، 162، 178، 187، 188، 195، 211، 232، 236، 246، 289، و8/ 17، 51، 103، 124، 164، 177، 221، 232 و9/ 18، 107، 259 و10/ 163، 233، 261، 263، 314 و11/ 55، و12/ 11، 34. وفي وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام 2/ 532، وفي التبر المسبوك ص 32، 134، 207، 238، 247، 285، وفي التحفة اللطيفة 1/ 99 - 100، وفي الذيل على رفع الإصر ص 32، 33، 85، 87، 240، 353، 489، وفي الإعلان بالتوبيخ ص 229.
وكذا ذكره من ترجم للسخاوي، مثل الشوكاني في البدر الطالع 2/ 185، والنجم الغزي في الكواكب السائرة 1/ 53 وغيرهم. منهم من ذكره بعنوانه الصريح، ومنهم من ذكر باسم ترجمة شيخه أو ترجمة ابن حجر، وخالف الجميع