الباب العاشر
فيما علمته مِنْ مراثي أُدباء العصر فيه مرتبًا لهم على حروف المعجم
وما أحقَّه يقول ابن دريد في قصيدةٍ طويلة:
إنَّ المَنِيَّة لَم تُتْلِف بِهَا رَجُلًا ... بل أتْلَفَت عَلَمًا للدِّين مَنْصُوبا
كان الزَّمانُ به تَصْفُو مشارِبُه .... والآنَ أصْبَحَ بالتَّكدير مَقْطُوبَا
كلَّا وأيَّامه الغُرُّ الَّتي جُعِلَتْ ... لِلْعِلْمِ نُورًا وللتَّقْوى مَحَارِيبَا
وبقولِ غيرِه:
ذهب العَلِيمُ بِعَيْبِ كلِّ مُحَدِّثٍ ... وبِكُلِّ مخْتَلقٍ (?) في الإسنادِ (?)
وبكلِّ وَهمٍ في الحَدِيثِ ومُشْكِلٍ ... يُعْنَى بِه عُلَمَاء كلِّ بِلادِ
وأنشد الشَّيخُ محيي الدين الكافياجي -فيما بلغني- بعد موت صاحبِ التَّرجمة حزنًا واحتراقًا منْ نظمِ غيره:
بَكَيْتُ على فُراقِكَ كلَّ يومٍ ... وأمليتْ الجِفَانَ مِنَ الجُفُونِ
ولو كان البُكاءُ بقَدْرِ شَوْقي ... لملأتُ العُيُونَ مِنَ العُيُونِ