مِنْ يومه بتُربة جَوْشَن بعد أن شهده جمعٌ جَمٌّ، منهمُ الشَّافعي والحنفي، ومشى معه إلى محل دفنه في طائفة كثيرة.

وخلَّف ولدًا ذا أولادٍ وزوجةٍ، وقوِّمَتْ أملاكُه بنحوِ ثمانية آلاف دينار.

واستبدَّ بالتكلُّم في ترِكته ابنُ أخته الجمال يوسف، فسبحان الفعَّال لما يريد. وأخبرني ابنُ أخته المذكور أَنه رأى الزَّين شعبان ابن ابن (?) عم شيخنا في المنَام بعد موت البدر، فسأله عنه: هل جاء إليهم، فقال: وصل إلينا بعد موته بستَّة أيام، صالحَ عنه أبوه بخمسةٍ وستين، فاستبشرتُ لهُ بذلك.

[أبناء محمد ابن الحافظ ابن حجر]:

وأثكل في حياته عدَّة أولاد، فمِمَّن علمتُه:

حوراء (?):

كان مولدُها في ليلة الثُّلاثاء قبل أذان الفجر بساعة ثامن عشر ذي القعدة الحرام سنة ثلاث وثلاثين وثماني مائة، وكان ذلك بعد وفاءِ النِّيل، فحصلت البُشرى بذلك للمسلمين، وكان أبُوها يومئذٍ في طريق مكَّةَ حاجًا، ولعلَّه كان حينئذٍ بالحوراء أو بقُربها، فسُمِّيت بذلك.

وانتقلت أمُّها -وهي روميَّة، تُسمَّى بُلبل- في أول محرم سنة خمس وثلاثين، وقد أكملت ابنتُها هذه سنةً واحدة وشهرًا وثلثي الشهر، فامتنعت مِنْ قَبُول ثدى غيرِ أُمِّها، ففُطِمَتْ، وأعانها اللَّه تعالى ببركة جدِّها، فعاشت، ثمَّ ماتت بالطَّاعون في سادس ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وثماني مائة، فلم تكمل الثمان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015