ثمانُونَ (?) مِنْ عمري تَقَضَّت فما الَّذي ... أُؤمِّلُ مِنْ بَعدِ الثَّمانينَ مِنْ عُمْرِي
أطايِبُ أيَّامي مَضَيْنَ حميدةً ... سِرَاعًا ولم أشْعُرْ بِهِنَّ وَلَم أدْرِ
كأنَّ شَبَابي والمشيب يرُوعُه ... دحي ليلةٍ قد راعَها وضَحُ الفَجْرِ
ولبعضهم:
أفلَت مِنْ سَبُعِ السَّبْعين مُنهَزمًا ... فَفُتُّهُ وتراخى الحَيْنُ بي حِينَا
وفي الثَّمانين تنِّينٌ يُشاوِرُني ... مِنْ ذا يقاوم تِنِّينَ الثَّمانينا
وقَدْ أتَتْ حَيَّةُ التِّسْعِينَ تَلْسَعُني ... ولسْتُ أقدِرُ أرْقِي سُمّ تِسْعِينَا
فأَسْألُ اللَّه تأمِينًا ومَغْفِرةً ... ويرحَمُ اللَّه عبدًا قال آمِينَا
ولأسامة بن مرشد (?):
مَعَ الثَّمانين عاثَ الضَّعْفُ في جَسَدِي ... وساءني ضعفُ رِجْلِي واضطرابُ يَدي
إذا كتبتُ فخطِّي خطُّ مضطربٍ ... كخطِّ مُرْتَعِشِ الكَفَّينِ مُرْتَعِدِ
فاعْجَبْ لضَعْفِ يدي عَنْ حَمْلِها قَلَمًا ... مِنْ بَعْدِ حَطْمِ القنَا في لَبَّةِ الأسَدِ
وإنْ مَشَيتُ وفي كفِّي العَصَا ثَقُلَتْ ... رِجْلي كأنِّي أخُوضُ الوَحْلَ في الجَلَدِ
فَقُلْ لِمَنْ يَتَمَنَّى طُولَ مُدَّتِهِ ... هذي عَواقِبُ طُولِ العُمْرِ والمُدَدِ
قلت: ولم يبلغ الحالُ -وللَّه الحمد- بصاحب التَّرجمة هذا، وإنَّما أوردتُها مع ما قبلها استطرادًا.